كتابات - د. حميد عبدالله
قد يمكر الساسة ويناورون ، قد يغدرون ببعضهم وينصبون لخصومهم الفخاخ
لكن الفرسان منهم لايرتضون لانفسهم ان يكونوا كذابين فيما يقولون ويفعلون!!
لقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : ايسرق الرجل ؟
قال : نعم
قيل : ايزني؟
قال نعم
قيل ايكذب؟ قال لا!
الحكمة واضحة في الحديث الشريف فمن يستسهل الكذب تسهل عليه الكبائر كلها
فهو يمكن ان يزني ويجد تبريرا للزنا، ويسرق ويجد مسوغا للسرقة !
ساستنا جميعم ينوحون على الوطن وحين تسمعهم يتحدثون عن الوطنية
لاتتمالك نفسك من البكاء لفرط الغيرة التي تلمسها في احاديثهم !
يوحون لك بان قلوبهم مدماة بسبب الفجيعة التي يتعرض لها العراق
وضمائرهم توخزهم كلما رأوا طفلا جائعا او ارملة مشردة
او شيخا مسنا لايجد حبة دواء او رغيفا يدفع عنه غائلة الجوع!
اما حين يتحدثون عن الشعب فتتوهم انهم لاتغمض لهم عين بسبب هموم الفقراء والعاطلين عن العمل
وحين تنتفخ اوداجهم في الفضائيات وهم يشتمون الطائفية والطائفيين
فانك تعتقد ان ليس هناك من سياسي طائفي
وان الطائفية رحلت من العراق الى مدغشقر وجزر القمر
وان العراق صار بلدا خاليا من طاعون الطائفية !
ليس بينهم من امتدت يده الى المال العام وليس من بين صفوفهم خرج الفاسدون واللصوص والمتاجرون بدماء الابرياء !
اذا ماسألتهم عن الفساد يقولون انه موروث
اما التزوير فانه من مخلفات الماضي
اما اثراء الساسة وثرائهم وكيف اتيح لهم ان يكونوا من اصحاب الملايين
وكانوا من اصحاب الملاليم
فيقولون ان اموالهم جاءت من التجارة كما صرح بذلك احدهم حين قال ان لديه معامل ومصانع
قبل ان يتبوأ منصبه في العراق الجديد!
يتنافسون ويتصارعون ويتدافعون باعقاب البنادق
وبالعبوات الناسفة ، والسيارات لمفخخة على لمناصب
وحين تسالهم يقولون انهم من اجل العراق يعملون
فالمنصب تكليف وليس تشريفا
والمسؤولية ثقيلة وليست مطمحا ولا مطمعا ولا كنزا يدر على اصحابه المال والجاه !
بعضهم يغسل فمه بعد الكذب فتتلاشى الرائحة الكريهة
وبعضهم لكثرة الكذب ينسى ان يتمسوك او ( يتمضمض) فتفوح منه رائحة الكذب !
نظفوا افواهكم بعد الكذب يرحمكم الله