عذر أقبح من الذنب يا ... علاق

عذر أقبح من الذنب يا ... علاق







أروي لكم هذه الرواية عن عذر كان أقبح من الذنب. يحكى أن الخليفة العباسي هارون الرشيد كان طلب من الشاعر أبو نواس أن يبرهن له كيف يكون العذر احيانا اقبح من الذنب وهدده بأنه سينزل به أشد العذاب إذا لم يفعل ذلك على الفور وفي هذه الأثناء دخلت إلى المجلس زبيدة زوج هارون لتشهد عذاب أبو نواس على يد الخليفة لانها كانت تمقته لسلاطة لسانه وشدة مجونه. وهي في طريقها إلى الجلوس بجانب الخليفة مرت من أمام أبو نواس وهي ترمقه بنظرات الشماتة والاستهزاء وحالما تجاوزته بخطوات قليلة حتى قفز أبو نواس خلفها ورفع كفه عاليا وضربها على عجيزتها واضعا اصبعه الوسطى بين فردتيها. فما كان منها الا ان صرخت ونهض هارون من عرشه والشرر يتطاير من عينيه مناديا بأعلى صوته على سيافه الشهير مسرور وذاك لايعني سوى ان رقبة أبو نواس ستسقبل بلاشك سيفه وسيتدحرج راسه في بلاط أمير المؤمنين. وفعلا امسكت الحاشية بـ أبو نواس كي يتم تنفيذ امر الخليفة وهنا صاح هارون هل جننت يارجل فرد الشاعر الخليع عذرا يامولاي حسبتها عجيزتكم يا أمير المؤمنين. وهنا احمر وجه هارون واحتقنت عيناه ورعد وزمجر وقال ياليتك لم تنطق ولم ترد لربما كنت عفوت عنك. وهنا ضحك أبو نواس وقال يا أمير المؤمنين الم تأمرني بعذر اقبح من الذنب والا عذبتني اشد العذاب فها انا انفذ امر مولاي. فما كان من الخليفة الا ان يصمت لحظة ثم ينفجر بالضحك بعدها ويأمر بالعفو عنه بل واجزل له العطاء.



ما ذكرني بهذه الحادثة تعليق السيد علي العلاق القيادي في حزب الدعوة الاسلامية والعضو في ائتلاف دولة القانون على الملصقات المثيرة للجدل التي مجدت المالكي ووضعته بمصاف الامام علي إذ قال بأن حزب الدعوة والحكومة ليس لهما علم بها وبالجهة المسؤولة عن تعليقها في شوارع بغداد حتى ان بعضها وصل إلى ساحة التحرير اي على بعد امتار من مركز الحكومة ومكتب السيد الماكي !!!!!



فإذا كان العلاق صادقا فيا لهول المصيبة بحكومة لاتعلم مايحدث على بعد امتار عنها فكيف لها إذا ان تعلم وتدير دولة مترامية الاطراف لآلاف الكيلومترات. ولكن لم العجب وقد سمعنا مثل هذا العذر قبل ذلك بل ادهى منه حين تم اكتشاف مئات القطع الاثرية ليس على بعد امتار بل في داخل رئاسة الوزراء وفي مطبخ المالكي تحديدا ولايعلم بها السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ولاحكومته الرشيدة ولا الاجهزة الامنية الوطنية جدا. إذا كانوا حقا لايعلمون بكل ذلك فمن المؤكد انهم لايصلحون لادارة دولة وقيادة حكومة وان كان الامر غير ذلك اي ان التبريرات مفتعلة لغرض التعمية والخروج من الازمة فلعمري كان اجدى لهم ان لايبرروا لانهم لم يستغفلوا بذلك احدا سوى انفسهم واضحكوا الاخرين عليهم.



لو انهم قالوا ان الملصقات لم يكن لها ان تعني ماعنيت وانها كانت بخطا لفلان وعلان وقد تم محاسبتهم والكشف عن المتعاونين معهم من الصداميين والتكفيريين الذين لم نعد نسمع بهم هذه الايام لانشغال الحكومة ورئيسها بمعارك الكراسي التي باتت اهم من الوطن ووحدته والشعب ومصالحه لكان اصوب ولو انهم قالوا ان كومة الحجارة القديمة لم تكن تثير اهتمام العقول العلمية المتحضرة في مكتب رئيس الوزراء والمنشغلة بهموم الشعب وتلبية احتياجات المواطن ولم يكن لديها الوقت الكافي للاطلاع عل محتويات صندوق حشر نفسه عن دون قصد او دافع بين ادوات مطبخ دولة القائد العام لكان فيها وجهة نظر.



وهنا اتذكر ليس حادثة او حكاية من العصر الذهبي بل حادث مطابق تماما لعملية تسليم القطع الاثرية اذ حدث ان اكتشف في بريطانيا رأس اثري للفرعون أمنحتب الثالث كان قد تم تهريبه من مصر إلى أوروبا قبل مايزيد عن ستين عاما. لنرى مإذا فعلت الحكومة المصرية.

أقامت حفل استلام في مقر سفارتها في لندن حضره عدد كبير من وسائل الإعلام العربية والاجنبية فضلا عن المصرية حيث تم عمل رسائل أخبارية اعدتها الفضائيات الرسمية مثل القناة المصرية العامة وتلفزيون النيل. حضر وفد من وزارتي الاثار والداخلية لاستلام الرأس وبمعيته عدد من ممثلي الصحف الرئيسة مثل الاهرام والاخبار والجمهورية.

وعند وصول رأس امنحتب إلى القاهرة كانت هناك احتفالية كبيرة تنتظره اعدتها له هيئة المتاحف والاثار وبتغطية اعلامية فاقت نظيرتها في بريطانيا إلى ان استقر الرأس في المتحف المصري. هذا ماحدث اما ماحدث عندنا ان استقرت مئات القطع وليس واحدة مع ادوات المطبخ!!!!!!!!!!!!!

هل يعقل ذلك يأولي الالباب !!!!؟؟؟؟