دولة القانون تصلب الف مسيح لتبقى في الحكم
الرواية الرسمية العراقية تدعي ان القاعدة هي التي اقترفت المجزرة الوحشية في الكنيسة ، ودولة العراق الاسلامية اعترفت بذلك متفاخرة ومعتقدة ان مفجريها وجزاريها، الذين قتلوا بدم بارد لئيم 58 مسيحيا ، سيذهبون الى الجنة لملاقاة حور العين ، وهل هناك اهم من حور العين لدى هؤلاء ؟ ..
ولكن ما لنا وهذه الروايات صدقت ام لم تصدق ، المهم معرفة من اوصل الامر بالعراق الى هذا المستوى من التدني الاخلاقي واوصل المكونات الصغرى فيه الى هذه الحالة المزرية التي يندر وجودها في تاريخ الامم والشعوب .
ان الافعال اللاانسانية والممارسات البعيدة عن اية ثقافة حضارية والتي تقترف حاليا بحق المسيحيين والمكونات الصغيرة الاخرى هي نتاج لممارسات سابقة اقترفت ولاتزال تقترف من قبل مجلس النواب الذي انتهت ولايته وذهب الى بئس المصير وكذلك الحكومة الحالية القائمة المتمثلة بدولة القانون بالاضافة الى التكتلات المذهبية والطائفية . كل هؤلاء والاحزات والمجموعات بممارساتهم اللاحضارية المتخلفة وضعوا الاسس والحجج التي تبرر الافعال التي يقترفها اليوم جلاوزة القاعدة وغيرهم من الطائفيين على اختلافهم ومن اولاد الشوارع الذين لايملكون ذرة واحدة من رحمة وخلق .
منذ ان تسلمت اوركسترا دولة العزف على القانون الحكم قبل اكثر من خمس سنوات ،
بدأ الخط البياني لحالة الامن والعنف الممارس على المسيحيين يزداد انحدارا وحدة نحو الاسفل، فيما يقابله صعودا ممارسات حثيثة لأسلمة الدولة ومؤسساتها والمجتمع العراقي برمته من قبل زعماء التكتلات الطائفية غير مبالين ان المجتمع العراقي ذو طبيعة لا يمكن فرض لون واحد ودين واحد وتوجه واحد عليه فطيفه متعدد والوانه مختلفة وهذا ما ابقاه مميزا عن مجتمعات المنطقة الاخرى الى وقت قريب .
ان اجبار النساء العراقيات مثلا وبشكل مباشر وغير مباشر على لبس الحجاب واللباس الطويل بدعوى انه اسلامي ، ومنع التوظيف في دوائر الدولة الرسمية لغير اعضاء حزب الدعوة ممن يتمكنون احضار شهادات من الحزب تفيد كونهم اعضاء فيه ( كما كان يفعل حزب البعث ) ومحاولات الهجوم على الحانات ومحلات بيع الخمور وقتل كل ما هو حضاري امور تعلم بها الحكومة ولكنها لم تحرك ساكنا ، بل هناك من يقول ان بعض هذه الممارسات موحى بها من قبل هؤلاء الذين هم في سدة الحكم لانها تتوافق وما في رؤوسهم المتحجرة من افكار .
لايمكن نسيان ما تم في صيف عام 2008 عندما كان الشيخ خالد العطية احد رموز دولة القانون المالكية يعاضد الاحزاب اللعوبة لتجريد مكونات اصيلة من ابناء الارض العراقية من حقهم في التمثيل النسبي لمجالس المحافظات حيث اطلق هو وغيره اصوات النشاز لالغاء المادة ( 50 ) التي تتيح للاقليات المشاركة والتمثيل في كل مؤسسات الدولة وكان ذلك القرار وصمة عارعلى جبين اعضاء مجلس النواب العراقي الذين صوتوا لرفعه .ولايمكن ان ينسى المرء انه اعتبارا من 2003 منع الطائفيون اي عراقي مسيحي من تبوأ وزارة خدمية ان لم نقل سيادية عكس ما كان يحصل في زمن صدام حسين وكأن الوزارة السيادية هي حكر على طائفة معنية او دين معين .
ان مشكلة دولة القانون وحزب الدعوة الاسلامية والاحزاب الدينية الاخرى انهم لا يعون ان في العراق مواطنون لا يدينون بالاسلام بالاضافة لمسلمين يقفون ضد اي توجه ديني في بناء الدولة .. انهم يريدون فرض ما يعتقدونه بالقوة التي لا تنتج سوى الدمار والخراب ويجهلون التاريخ الحقيقي لبناة حضارة هذه الارض الذين هم حاليا المكونات الصغيرة لان عددهم قليل . لقد تمثل هذا الجهل بوضوح في الكتاب الرسمي الصادر من مكتب السيد نوري المالكي رئيس الوزراء بتاريخ 29 تموز 2007 وجاء فيه " حصلت موافقة السيد رئيس الوزراء على تقديم المساعدات الممكنة بخصوص طلبات الجالية المسيحية العراقية في بغداد " ويتذكر المتابع ايضا في حينها الرد العنيف من الاقلام الشريفة على اسلوب الكتاب الجاهل بتاريخ العراق الحقيقي.
لقد قتلت الادارة الحالية في الحكم والتي تطلق على نفسها دولة القانون الاقليات منذ تسلمها السلطة قتلتهم اقتصاديا واجتماعيا وهجرتهم قبل ان يجهز عليهم مجرموا القاعدة .. فمنذ فترة طويلة يمنع المسيحيون من التوظف في دوائر الدولة فهم لا يمكنهم الاتيان بورقة من حزب الدعوة الاسلامية تفيد بأنهم اعضاء فيه . فهل يصدق مثلا ان يكون شخص اسمه جورج روفائيل عضوا في حزب الدعو الاسلامية ؟
اما اجتماعيا فالجميع يعلم ما يعانيه المسيحيون من قهر وضغط ، ففي احد مقابلات الشيخ جلال الدين الصغير وكان يحاور شخص مسيحي من الولايات المتحدة اطلق على المراة غير المحجبة ويقصد المسيحيات كلمات لا تليق برجل دين يعتمر العمامة ان يقولها فما كان من المحاور الا واعترض بذلك قائلا ان مقاييس الشرف والعفة لا تقاس بالحجاب . لا نريد ان نزيد اكثر فجرائم جماعات ثأر الله وحزب الله ومنظمة قواعد الاسلام في البصرة فعلت ما فعلت من قباحات ضد طالبات المدارس والجامعات ولاسيما المسيحيات منهن ومحاولة مضايقة السافرات في الشوارع بعدوانية وترويع المسيحيين وتهديدهم بتغيير دينهم . كل هذه الامور حصلت وتحصل حاليا والمالكي اما ساكت لايريد اغضاب الحكومة الايرانية التي تسانده او انه يقبل بمثل هذه الممارسات لانها تتواكب مع افكاره الطائفية . .
لا نستطيع ان ننسى ما حدث بداية عام 2006 عندما ظهرت صور كاريكاتيرية للنبي محمد ( ص ) من قبل رسام دنماركي ، واذ بكنائس بغداد وكركوك تصبح هي المسؤولة عن الدنمارك ويبدأ المجاهدون في سبيل الله والاسلام بقتل الصبايا والشيوخ والاطفال العراقيين في كنائسهم انتقاما لما فعله الرسام الدنماركي .
لابد ان يبرز سؤال هنا لقد مرت خمسة اعوام والاعتداءات تتكرر فاين هي وعود المالكي بحماية المسيحيين ؟ هل انها وعود كلامية فقط ام انه لا يستطيع فعل شيء نظرا لانه وحكومته لا يملكان الهيبة اللازمة وان المسلحين والقتلة لايخافونه ام ، ونحن لا نأمل ذلك ، ان مثل هذا الاعمال تحصل والحكومة على دراية بها ؟
احصت احدى الوكالات الاعلامية الحوادث الرئيسية التي حصلت للمسيحيين بعد مجزرة كنيسة سيدة النجاة واشارت الى ان المسيحيين تعرضوا بأنتظام لاعمال عنف وقتل وخطف منذ العام 2004ومن بين المسيحيين الذين كان عددهم يتجاوز المليون وربع المليون قبل الغزو الامريكي بقي منهم الان ما يقارب 550 الف حيث هاجر البقية الى خارج العراق وسط عجز حكومي عن حمايتهم .
من ابرز الهجمات المنتظمة على المسيحيين ودور عبادتهم ندون ما يلي :
ـ في اب عام 2004 اربعة اعتداءات استهدفت اماكن عبادة مسيحية في في بغداد واعتداءان اخران في الموصل اوقعت عشرة قتلى وخمسين جريحا على الاقل .
ـ 16 تشرين اول خمس كنائس في بغداد تتعرض لهجمات متزامنة .
ـ 17 كانون الثاني 2005 خطف المطران جورج كاتسموسي في الموصل .
ـ في 15 آب و 19 تشرين الثاني 2006 خطف كاهنان من الكنيسة الكلدانية في بغداد سعد سيروب ودوغلاس البزي ولا يزال مصيرهما مجهولا .
ـ في 3 حزيران 2006 مقتل الكاهن رغيد غني وثلاثة مساعديه اما كنيسة في الموصل .
ـ في 6 حزيران 2006 خطف الكاهن هاني عبد الاحد .
ـ في 13 تشرين الاول خطف كاهنين من السريان الكاثوليك في الموصل على ايدي مجموعة .
ـفي 6 كانون الثاني 2008 اعتداءات بسيارات مفخخة استهدفت كنيسة القديس بولس الكلدانية وكنيسة في كركوك .
ـ في 29 شباط خطف رئيس اساقفكة الكلدانفي الموصول فرح رحو مع حراسه الشخصيين وعثر على المطران مقتولا في 13 اذار قرب الموصل.
ـ في 5 نيسان 2008اغتيال الكاهن يوسف عادل من كنيسة السريان الارثودكس في بغداد .
ـ في 28 ايلول و 11 تشرين الاول من عام 2008 اغتيال 11 مسيحيا على الاقل في الموصل واعمال عنف ضد المسيحيين في نهاية 2008 اسفرت عن سقوط 40 قتيلا وادت هذه الى هجرة قسرية ل 12 الف مسيحي من المدينة .
ـ في 12 تموز2009 مقتل اربعة مسيحيين واضابة 32 بجروح في ستة اعتداءات استهدفت مختلف الكنائس فقي بغداد.
ـ في 26 تشرين الثاني 2009 تفجير دير وكنسية في مدينة الموصل .
ـ 15 كانون اول 2009 انفجار سيارة مفخخة في الموصل استهدف كنيسة للسريان الارثودوكس ومدرسة مسيحية بالقرب منها مما ادى ان مقتل طفل واصابة 40 بجروح مختلفة .
ـفي 23 كانون الاول 2009 مقتل اثنين في اعتداء استهدف اقدم كنيسة في الموصل .
ـ في 13 و 23 شباط من عام 2010 مقتل ثمانية مسيحيين في الموصل وضواحيها
ـ في 2 ايار 2010 قتيل و 80 جريحا استهدف حافلة تقل طلابا وموظفين كانوا متوجهين من مدينة الحمدانية المسيحية الى جامعة الموصل .
بعد المصاب الاليم الذي حصل في كنسية سيدة النجاة سارع المالكي كقائد عام للقوات المسلحة الى اصدار اوامره العسكرية ( كذا !) بالضرب بقوة على كل من يخل بالامن ( والله مستعجل ) ،لاندري هل كان دولة الرئيس يحتاج الى 58 قتيلاعراقيا وتدمير ممتلكات الغير ليصدر اوامره ؟؟ وليسرع في اليوم التالي لأنتهاز الفرصة للتجوال على المستشفيات متفقدا الجرحى والمصابين وكأنهم اصيبوا في حرب بين العراق ودولة اخرى وليست اصابتهم ناتجة عن اهماله وعدم معرفته بالف باء القيادة .
نصيحة لا اعتقد انه يؤيدها .. اذهب انت وفرقة الاوكسترا لدولة القانون فالشعب العراقي لا يريدكم لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل وكل شيء له نهاية